المقدمة
ملوحة التربة وتأثيرها على النباتات
تعتبر مشكلة تملح التربة من أهم وأخطر المشاكل فى الأراضي الاردنية والأراضي الجافة ونصف الجافة من العالم عامة.
المقصود بملوحة التربة هو حدوث تراكم كمي للأملاح الذائبة فى منطقة انتشار الجذور بتركيز عالي لدرجة تعيق
فيها النمو المثالي للنبات وتحول قطاع التربة إلى بيئة غير صالحة لانتشار الجذور. وتتكون الأملاح الذائبة عادة من الصوديوم والكالسيوم والمغنسيوم و الكلوريد والكبريتات بصفة أساسية ومن البوتاسيوم والبيكربونات , والنترات , البورون بصفة ثانوية.
وتتأثرعملية تراكم الاملاح بالتربة بالميزان المائي للمنطقة، كما يتأثر هذا الميزان المائي أيضاً بالظروف المناخية والطبوغرافية علاوة على النشاط البشري .
وتدل كلمة الميزان المائي على التوازن بين المداخل (ترسيب المطر) مع المخارج (التبخيرو النتح) .. حيث يكون الميزان
المائي فى صالح الترسيب فى المناطق الرطبة بينما يكون في المناطق الجافة لصالح التبخير والتي قد تصل طاقة التبخير بها
من 1000الى أكثر من 2000 ملليمتر فى السنة . .
فاذا اعتبرنا ان متوسط الامطار 400 ملليمتر سنويا فى فصل الشتاء فان عمليات التبخير تكون هى السائدة تماما خلال تسعة
أشهر فى السنة بمتوسط مقدارة 2000 ملليمتر..وهذا بالضرورة يؤدى الى تراكم وترسيب الاملاح فى الطبقة السطحية من
التربة مما يجعل اراضينا دائما أراضي متأثرة بالاملاح.
وعادة ما يعبر عن التركيز الكلى للأملاح الذائبة بالتوصيل الكهربائى Electrical Conductivity للمستخلص المائي للتربة ويرمز لها بال EC ووحداتها بالملليموز / سم. وكلما قلت قيمة ال EC كلما قلت ملوحتها وزادت درجة ملائمتها للزراعة.
وبصفة عامة يجب الا تزيد درجة تركيز الأملاح فى مستخلص عجينه التربة المشبعة عن 4 ملليموز / سم (حوالى 2500 جزء
فى المليون أو 2500ملليجرام / لتر) وفي هذه الحالة يمكن زراعة معظم الخضروات مثل البندورة والخيار والفلفل بدون
حدوث مشاكل مع مراعة إضافة الاحتياجات المناسبة لغسل التربة أثناء الزراعة وضمن مقننات الري.
وفى حالة زيادة ملوحة التربة عن 4 ملليموز / سم فيجب إجراء عمليات الاستصلاح اللازمة قبل الزراعة عن طريق
غمرالأرض بمياه جيدة النوعية عدة مرات (في المناطق التي تتوفر فيها المياه الغذبة) لخفض ملوحة التربة إلى الحدود المناسبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق